للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإطلاق) مجرد التفكير في غزو المسلمين فكانت لذلك غزوة الأحزاب هذه آخر عملية غزو تقوم بها الوثنية العربية ضد الإسلام في جزيرة العرب.

[سمعة المسلمين بعد غزوة الأحزاب]

بينما ارتفعت (من ناحية أخرى) سمعة المسلمين العسكرية - بعد هذه المعركة - حتى بلغت الذروة، الأمر الذي جعلهم (حتى سقوط آخر معقل لليهودية والوثنية في جزيرة العرب) أسياد الموقف، يغزون ولا يقدر أحد على غزوهم.

٢ - أما حصيلة اليهود من هذا الغزو الذي هو من صنعهم ونتيجة تفكيرهم، فقد كانت خسارة افدح من خسارة الوثنيين في نجد والحجاز.

فإن هؤلاء القرشيين والنجديين إذا كانوا قد خسروا هيبتهم العسكرية فلزموا الهدوء والسكينة حتى دخلوا فيما دخل فيه العرب من اعتناق الإسلام بعد احتلال مكة هن قبل قوات المسلمين، فإن اليهود لم تبق لهم أية هيبة عسكرية حتى يخسروها، ولكن حصتهم من ثمرة هذا الغزو الذي أثاروا عواصفه، كانت تصفية العنصر اليهودى في يثرب، بإبادة كل رجال يهود بنى قريظة في المدينة، وهم ثمانمائة مقاتل، وسبى نسائهم وذراريهم وهي النكبة المروعة التي كان اليهود قد أعدوا العدة (بالاتفاق مع الأحزاب) لإنزالها بالمسلمين. (١).


(١) سيكون موضوع كتابنا الرابع من هذه السلسلة هو (غزوة بني قريظة) إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>