ولم تتوقف نكبة هؤلاد اليهود المجرمين على محو ما تبقى لهم من كيان في يثرب، كحصيلة لأعمالهم الشريرة، بل امتدت هذه النكبة إلى موطن الإجرام ووكر التآمر (خيبر) التي رسم فيها مخطط ذلك الغزو الرهيب.
فقد كانت حملة الأحزاب المخيفة درسًا وعته قيادة المدينة - وأيقنت على أثره أن لا مناص من ضرب قواعد العدوان في خيبر، والتي إن لم تضرب وتحطم سيظل الكيان الإسلامى عرضة لخطر التآمر والعدوان في كل لحظة.
لا سيما وأن اليهود يملكون من المال الوفير المكنوز (والمال ذو سلطان قاهر) ما يمكنهم من إثارة أية حرب يريدون إثارتها ضد المسلمين .. ولهذا قامت المدينة - بقيادة النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - بعملية غزو واسعة ضد اليهود في خيبر حتى سقطت في أيدى المسلمين، وسقط كل قادتها وزعماؤها قتلى في المعركة.
وبسقوط خيبر تمت تصفية آخر معقل لليهود في الجزيرة العربية (١) ولم يقم لليهود بعدها أي سلطان في الجزيرة العربية حتى اليوم ولن يقوم إلى يوم القيامة إن شاء الله.
بقى موضوع يحتاج إلى شيء من الإيضاح في هذا التحليل، وهو موقف التكاسل الذي وقفته من معركة الأحزاب، قبائل غطفان النجدية (وهي التي تشكل الأغلبية في حشود هذا الغزو).
فأثناء استعراضنا لجميع أدوار المعركة لم نر لأى من رجال غطفان (قادة وجنود أي نشاط حربى ضد المسلمين في هذه المعركة.
(١) سيكون موضوع كتابنا الخامس من هذه السلسلة هو غزوة (خيبر) إن شاء الله.