المحاربة) قد وسعوا من نفوذهم الاقتصادى بين قبائل العرب، حيث وجهوا كل نشاطهم إلى تضخيم ثرواتهم عن طريق الربا الفاحش والاتجار في مختلف السلع، واشتهروا بصنع الخمر وبيعه وجلبه أحيانًا من بلاد الشام.
[مركز اليهود المالى]
وكان الأعراب يقصدونهم (دائمًا): يبتاعون منهم ما يحتاجون ويقترضون منهم بالربا، وقد اتسعت ثرواتهم حتى صاروا ملوك المال، وعن طريق سلطان المال والثروة، استعادوا شيئًا من نفوذهم الذي فقدوه، فصاروا بما لهم من تأثير اقتصادى يثيرون الفتن والحروب بين القبائل الوثنية (وخاصة في منطقة يثرب) حتى لا تتم آية وحدة بين هذه القبائل لأن ذلك يهدد الكيان اليهودى بالخطر.
وظلوا يوسعون من نفوذهم الاقتصادى ويشترون زعماء القبائل العربية الوثنية بالمال، وكانوا يحاولون بشتى الوسائل، استعادة سلطانهم السياسي والعسكري الذي فقدوه على يد الأوس والخزرج، فصاروا يستغلون المشاحنات القبلية (وخاصة بين الأوس والخزرج) فيشعلون نيرانها بغية إنهاك قوة هاتين القبيلتين ليسهل على هؤلاء اليهود استعادة سلطانهم إلا أنهم لم يحققوا أهدافهم، بل ظلوا (حتى ظهور الإسلام) تابعين للأوس والخزرج، تحتمى كل قبيلة من هؤلاء اليهود بقبيلة من الأوس والخزرج عن طريق ارتباطات الأحلاف المعروفة في عهود الجاهلية.