للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحلوان" وكذلك الجيش الرئيسى للمملكة يتكون من هؤلاء العرب هكذا صرح العلامة ابن خلدون في تاريخه (١).

والإِخباريون الإِسلاميون جميعهم. "تقريبًا" يقولون هذا القول الذي يقوله ابن خلدون.

وقد نسب ابن خلدون والمسعودى أسرة آل أذينة "حكام وملوك تدمر" إلى العمالقة، فقال كلاهما في نسب زينوبيا "الزباء" أعظم ملوك آل أذينة شأنًا. قالا. . هي الزباء بنت عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوثر العملاقى (٢).

أما المؤرخون اليونان والرومان. فلا خلاف بينهم في أن شعب تدمر "حكامًا ومحكومين" هم من العرب. وقد استنتجوا هذه الحقيقة وأثبتوها بطريقة لا تقبل الشك. من الكتابات والنقوش التي وجدوها على آثار تدمر القائمة حتى اليوم والتي حل خبراؤهم رموزها وترجموا أحرفها، فوجدوها مسجلة أسماءًا عربية لشخصيات بارزة من الملوك والقادة والأمراء والمعبودات لديهم.

وقد أكد البحاثة الكبير المختص ببحث تاريخ العرب قبل الإِسلام الدكتور جواد على في كتابه "تاريخ العرب قبل الإِسلام" وكذلك الأستاذ جورجى زيدان في كتابه "العرب قبل الإِسلام" كلاهما أكدا، أن مملكة تدمر مملكة عربية رغم الطابع الروماني اليونانى والآرامى الغالب على كثير من حالاتها الثقافية والعمرانية (٣).

[من الذي بنى مدينة تدمر؟]

لقد اختلف الإِخباريون الإِسلاميون في من الذي بني مدينة "تدمر" كما اختلفوا في تحديد الوقت الذي بنيت فيه هذه المدينة الموغلة في القدم، واسم الذي كان أول من بناها.


(١) تاريخ ابن خلدون ج ٢ ص ٥٤٤ نشر دار الكتاب اللبنانى للطباعة والنشر.
(٢) مروج الذهب ج ٢ ص ٩٣ وتاريخ ابن خلدون ج ٢ ص ٥٤٤.
(٣) انظر أوسع التفاصيل عن مملكة (تدمر) في كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام).

<<  <  ج: ص:  >  >>