كما غادر مكة (قبله وبعده) الأَغلبية الساحقة من الأَصحاب الذين آمنوا بدعوته واجتمع شمل الجميع هناك في دار الهجرة (المدينة المنوّرة).
وما كانت قريش ترغب في أَن يغادر النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة إلى المدينة، بل إنها لتخشى ذلك أَشدَّ الخشية، لذلك قررت في برلمانها قتله - صلى الله عليه وسلم -. لأَن وصوله إلى المدينة سالمًا معناه بناءِ أُمَّة جديدة هناك قد يقودها هذا الذي تمكنَّ من الإِفلات من سيوف الشرك للإِطاحة بالكيان الوثني داخل مكة مقر كرسي كهنوت الوثنية الرئيسي.
ولكن ما حيلة قريش، فقد وقع الذي تخشاه، حيث وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة سالمًا فاستقبل أَعظم استقبال عرفته المدينة في تاريخها.
[حروب فاشلة]
لم تتم قريش ولم تستكن بعد هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه إلى المدينة، لا سيا بعد أَن أَصبحت المدينة الحاضرة الأَولى لدولة إِسلامية انضوى تحت لواءِها الأَغلبية الساحقة من سكان يثرب.
لقد ظلت الرغبة الشريرة المتأَججة في نفوس مشركي مكة تضغط عليهم بشكل عنيف (هو أَقرب إلى الجنون) ليسيروا في طريق بغيهم وعدوانهم على المسلمين وظلمهم لهم.
وأول قرار غاشم ظالم اتخذه برلمان مكة (دار الندوة) هو ذلك القرار الذي أَعلنوا فيه أَنهم يعتبرون المسلمين أَعداء محاربين يجب قتلهم أَينما وجدوا.
كما اتخذ المشركون قرارًا غاشمًا آخر يقضي بمنع المسلمين (دون سائر العرب) من دخول الحرم.