للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* سيد الأحابيش، حليف قريش الأكبر ينتقد موقفها ويهدد بالغاء الحلف إن لم تسمح للمسلمين بزيارة البيت.

* عروة بن مسعود الثقفي يترك معسكر حلفائه القرشيين احتجاجًا على صدهم المسلمين.

***

لقد ظل النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو قومه في مكة (بالطرق السلمية) طيلة ثلاث عشرة سنة، لقى فيها وأَصحابه من قريش شتى أَنواع المضايقة والإِرهاب والتنكيل إِلى درجة بلغ فيها الطغيان بقريش إلى تعذيب المستضعفين تعذيبًا وحشيًّا، فقد البعض منهم أَرواحهم تحت وطأَته الشديدة، لا لشيء إِلا أَنهم اختاروا على دين الوثنية دين التوحيد فاتبعوه واتبعوا حامل لواءِ دعوته.

بل لقد لجت قريش في بغيها وعدوانها حتى بلغ بها العناد والطغيان إلى أَن دبَّرت مؤامرة دنيئة تستهدف حياة النبي الأَعظم - صلى الله عليه وسلم -، وذلك في أَواخر السنة الثالثة عشرة من بدء حمل النبي - صلى الله عليه وسلم - لواءَ الدعوة إلى التوحيد، فاتفق ساداتها ونواب عشائرها (بالإِجماع) في برلمانهم الوثني بمكة (دار الندوة) على قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - إعتقادًا منهم أَن دعوة التوحيد التي رسخت جذورها في نفوس المؤمنين بها داخل مكة وخارجها ستموت بموته.

إلا أَن الله سبحانه وتعالى نجَّى رسوله من شَرِّ هذه المؤامره الخطيرة فتمكن (هو وصاحبه الصدِّيق الأَكبر) من مغادرة مكة في الليلة التي اتفق فيها المشركون على تنفيذ المؤامرة (١).


(١) انظر تفاصيل هذه المؤامرة وقصة الهجرة الشيقة في كتابنا (غزوة بدر الكبرى) الطبعة الرابعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>