للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى البخاري في صحيح به عن عمران بن حصين (١) قال: قال أبو وائل: لما قدم سهل بن حنيف (٢) من صفِّين أتيناه نستخيره، فقال: اتّهموا الرأي، فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره لرددت، والله ورسوله أعلم، وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلَّا سَهُلْنَ بنا إلى أمر نعرفه قبل هذا الأمر، ما نسد منها خُصْمًا إلا انفجر علينا خُصْم، ما ندري نأْتي له (٣).

[ابن الخطاب يغري أبا جندل بقتل أبيه المشرك]

وبالرغم من تفكير بعض الصحابة - وعلى رأسهم الفاروق عمر - في التمرُّد بمقاتلة المشركين رغم الاتفاق على الصلح بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وسهيل بن عمرو - كما صرح بذلك ابن الخطاب وعمران بن حصين -


(١) هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي، أسلم عام خيبر وغزا عدة غزوات، كان حامل راية خزاعة يوم الفتح، كان أحد رواة الحديث المشهورين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان مبعوث الخليفة عمر إلى أهل البصرة لتفقيههم في الدين، كان أحد العباد الزهاد المشهورين، اعتزل الفتنة ولم يشارك أيًّا من المعسكرين القتال في صفين والجمل قال أبو نعيم: كان مجاب الدعوة، توفي سنة اثنين وخمسين من الهجرة.
(٢) هو سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم الأنصاري اللأوسي شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحد الأبطال الأفذاذ الذين ثبتوا إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ساعة الهزيمة، فدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفاعًا مجيدًا، وكان من رماة الأنصار المشهورين، فأوقفت سهامه الحادة هجمات المشركين عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ساعة تكالب المشركين عليه يقول (وسهل ينافح عنه)، (نبلوا سهلا فإنه سهل)، آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سهل وبين علي بن أبي طالب، شهد صفين إلى جانب أمير المؤمنين علي، توفي سهل بالكوفة سنة ثمان وثلاثين هـ.
(٣) صحيح البخاري ج ٥ ص ٢٧٠، الطبعة المنيرية المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>