للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غطفان يقال له (تيمن) وهو قريب من خيبر، نام عروة الرحال في ظل شجرة، فاغتنمها البراض بن قيس فرصة فوثب على عروة في الشهر الحرام وقتله. ثم استولى على القافلة واستاقها وما تحمل من أموال تابعة للملك النعمان وقصد بها مكة.

وفي الوقت الذي قتل فيه البراض بن قيس الكنانى عروة الرحال الهوازنى، كانت سوق عكاظ قائمة وذلك في الشهر الحرام وهو شهر ذي القعدة الذي يأمن فيه العرب، كل العرب، بعضهم بعضًا مهما كانت بينهم من دماء. وكان البراض، كما قلنا، كنانيًا وحليفًا لقريش، وكانت قريش وكنانة متواجدتان في سوق عكاظ التي هي في أرض هوازن، فخشى البراض، بعد أن ارتكب فعلته، أن يبلغ الخبر هوازن فتقتل برجلها عروة رجلًا عظيمًا من قريش أو كنانة، فاستأجر البراض رجلًا وكلفه، بعد أن أجزل له العطاء من الإِبل، بأن يبلغ حليفه حرب بن أمية بن عبد شمس، وعبد الله بن جدعان، وهشامًا والولد ابنَى الغيرة بأنه قد قتل عروة الرحال لينسحبوا مع سائر قريش وكنانة من عكاظ قبل أن يبلغ قيسا عيلان الخبر فيقتلوا به عظيمًا من قريش. فقال المستأجَر للبراض: وما يؤمنك أن تكون أنت ذلك القتيل؟ قال: إن هوازن لا ترضى أن تقتل بسيدها رجلًا خليعًا طريدًا من بني ضمرة (يعني نفسه).

وفي الحال وقبل أن يصل خبر الحادث الفظيع هوازن - تبلَّغت قريش وكنانة الخبر فكتموه لئلا تفتك بهم هوازن في عكاظ، فقرروا الانسحاب منها خلسة.

ولما كان الوقت في الشهر الحرام والناس آمنون بعضهم بعضًا، دفع العرب كلهم أسلحتهم إلى عبد الله بن جدعان القرشي وديعة حتى يفرغوا من أسواقفم وحجهم ثم يردها عليهم، وتلك عادتهم من كل سنة.

[المعركة الأولى من الفجار الرابع]

فقد كان عبد الله بن جدعان من أرفع قريش بل من أرفع العرب قدرًا، وكان سيدًا عاقلًا حكممًا وواسع الثراء، فجاءه حرب بن أمية حليف

<<  <  ج: ص:  >  >>