الحصون خالية تقريبًا من المقاتلين اليهود، ولم يكن بها تحصينات حربية تذكر. ومع ذلك فإن النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - قد أمر (بعد احتلال حصنى ناعم والصعب) وحدة من الجيش النبوى بالبقاء في منطقة النطاة للتفتيش في هذه الحصون وتعقب من يمكن أن يكون مختبئًا من المسلحين اليهود في هذه الحصون، ثم القضاء عليهم.
لأنه -كما يظهر- بلغه أن بعضًا من محاربى اليهود لا يزالون مختفين في بعض حصون النطاة.
قال الواقدي: وتحوّلت اليهود من حصن ناعم ومن حصن الصعب بن معاذ، ومن كل حصون النطاة إلى حصن يقال له: قلعة الزبير.
فزحف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم والمسلمون، فحاصرهم، وغلّقوا عليهم حصنهم، وهو حصن منيع، وإنما هو في رأس قلعة، لا تقدر عليه الخيل ولا الرجال لصعوبته وامتناعه:(وبقيت في حصون النطاة بقايا، لا ذكر لهم في بعض حصون النطاة، الرجل والرجلان، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإزائهم رجالًا يحرسونهم، لا يطلع أحد عليهم إلا قتلوه)(١).
[فتح قلعة الزبير]
وبعد أن استولى المسلمون على حصن الصعب بن معاذ - وهو الحصن الثاق من حصون النطاة - تحوّل اليهود إلى الحصن المسمى (بقلعة الزبير) وهو الحصن الثالث من حصون النطاة الواقعة في الشطر الأول من مدينة خيبر.
وقلعة الزبير حصن منيع جدًّا يقع على قمة جبل عالية صعبة المسالك وحسب خطة انسحاب اليهود جعلوا من قلعة الزبير خط دفاعهم الثالث.
فانتقلوا إلى هذا الحصن بعد أن فقدوا (حصن الصعب بن معاذ).
وقد تحصّن اليهود في (قلعة الزبير المنيعة) واستعدوا فيه لقتال المسلمين، فشحنوا أبراج القلعة بالمقاتلين، ووضعوا كتائب رماة النبل في مواضع