للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوثنيين- بإمكانه أن يسجل الانتصار عليهم قائلا: هل لك في جمع آخر من خثعم (١) تقاتلهم؟

فرفض ابن الخطاب هذا الاقتراح قائلًا: لم يأمرني رسول الله بهم. وإنما أمرني بقتال هوزان. وهكذا عاد الفاروق إلى المدينة دون أن يتعرض لتلك القبائل. رغم أنها وثنية معادية للإِسلام والمسلمين. وذلك تقيدًا من الأمير ابن الخطاب بأوامر القائد الأعلى النبي التي حددت له مهمته وهي (فقط) الإِغارة على (هوازن). وهذا هو الانضباط العسكري الصحيح الذي سبق إليه الإِسلام كل النظم والقوانين في العالم.

-٢ -

[حملة إلى فدك. شعبان سنة سبع من الهجرة]

كان بنو مرة (٢) من القبائل النجدية المعادية للإسلام. وكانت هذه القبيلة أحد الأجنحة الأربعة للقوات النجدية الضاربة التي اشتركت مع قريش واليهود في حملة الأحزاب الشهيرة التي نظمها اليهود لاقتلاع الوجود الإِسلامي من المدينة ومن الجزيرة كلها. وقد كان قائد جناح بني مرة في غزوة الأحزاب الحارث بن عوف المرِّي.

إلا أن هذا الزعيم النجدي رفض مساندة اليهود في خيبر عندما طلب اليهود نجدة غطفان ضد النبي - صلى الله عليه وسلم -. بل لقد نصح الحارث هذا. عيينة بن حصن الفزاري قائد قوات غطفان بأن لا يكرر الخطأ بمساندته اليهود مرة أخرى ضد المسلمين .. ولكن عيينة. رفض نصح الحارث. فساند اليهود فباء بالفشل الذريع. كما هو مفصل في كتابنا (غزوة خيبر).

لم يكن بنو مرة في رفضهم مساندة اليهود في خيبر ينطلقون من إيمانهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. وإنما ينطلقون من قناعة قائدهم أن فائدة مساندة اليهود لأن النبي


(١) بنو هلال: هم بنو هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن من منازلهم في الجاهلية نجد والحجاز حول مكة وفي بسائط الطائف. كانوا من قبائل العرب الشهيرة التي استوطنت مصر والمغرب.
(٢) اسم مرة. يطلق على قبائل كثيرة من العدنانية والقحطانية. ومرة هنا هم بنو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان.

<<  <  ج: ص:  >  >>