لبنى قريظة بعدم فك الحصار عن المدينة إلا بعد القضاء على المسلمين جعلها تتريث لأنها كانت تخشى اللوم إن هي خلت بين اليهود وبين المسلمين الذين سيحاسبونهم حسابًا عسيرًا على غدرهم وخيانتهم دونما شك.
ولهذا فإن قيادة الأحزاب لم تتردد في الانسحاب وترك اليهود وشأنهم عندما حدث ما يبرر ذلك (ولو في الظاهر) وهو إحجام اليهود عن المشاركة في الهجوم على المسلمين إلا بعد الحصول على رهائن من رجالات الأحزاب يحتجزونها عندهم حتى يتم القضاء على المسلمين.
وهكذا فإن نجاح المسلمين في إقامة الخندق كخط دفاع (أول) لصد الغزاة عن المدينة كان من أكبر العوامل التي أدت إلى فشل الغزو بل هو أكبر هذه العوامل إذا ما نظرنا إلى الأمر من الزاوية العسكرية المجردة.
[السبب الثاني .. خديعة نعيم بن مسعود]
مما لا جدال فيه أن إحداث الفرقة والشقاق في صفوف أي جيش محارب هو من أكبر الأسلحة التي تؤتى ثمارها لصالح خصوم هذا الجيش.
وقد تفعل الفرقة والشقاق بالعدو ما لم تفعله جيوش جرارة مزودة بأحدث الأسلحة وأقواها، ولهذا فإن النبي القائد وهو ذو الخبرة الواسعة والباع الطويل في السياسة العسكرية - طلب من نعيم ابن مسعود (وكان معروفًا بالدهاء والمكر بين العرب) أن يستخدم هذا السلاح - سلاح