الفرقة والشقاق - ضد الأعداء المتحالفين في هذا الغزو المخيف، إذ قال له: - عندما أعلن إسلامه سرًّا ودون أن يعلم به أحد من قومه - "إنما أنت فينا رجل واحد فخذِّل عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة".
وقد نجح نعيم بن مسعود في استخدام سلاح الفرقة والشقاق ضد الأعداء نجاحًا كاملًا، إذ استطاع أن يحطم بهذ السلاح وحدة الأحزاب وينسف اتحادهم مع اليهود من الأساس، كما هو مفصل فيما مضى من هذا الكتاب.
فكان هذا النجاح عاملًا مهمًا في تعجيل فك الحصار عن المدينة وإنهاء ذلك الغزو الكبير بانسحاب جيوش الأحزاب الجرارة على تلك الصورة المخزية.
فإقناع نعيم بن مسعود يهود بنى قريظة بعدم التعاون مع الأحزاب إلا بعد الحصول على الرهائن منهم، فتح الطريق أمام قريش وغطفان للتعجيل بالانسحاب، وحفظ لهم ماء الوجه، إن اتخذوا من عدم التعاون هذا مبررًا لانسحابهم وترك اليهود وحدهم يلقون مصيرهم على أيدى المسلمين، الأمر الذي كانت قيادة الأحزاب تتحرج من فعله، قبل أن ترفض قريظة التعاون معهم.
وقد سمعنا فيما مضى من هذا الكتاب كيف حمل أبو سفيان (قائد عام جيوش الأحزاب) بنى قريظة مسئولية ما حدث إذ قال (وهو يأمر بالانسحاب): إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره.