للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحقد الأسود]

لقد كان أَبو جهل من أشد الناس حقدًا على المسلمين وبغضًا لنبيهم، وكان يتميز غيظًا لتمكن النبي من الإِفلات من قبضة المشركين في مكة، وكان هو صاحب الاقتراح الذي وافق عليه المؤتمرون بدار الندوة، والذي يقضي بقتل النبي قبل خروجه من مكة.

لهذا اعتبر تقابل الجيشين - مع التفاوت في العدد والعدة - فرصة ذهبية، لعله ينال فيها ما يشفى غليله، بالفتك بالمسلمين في المعركة التي قضي علي كل محاولة قامت للحيلولة بين قريش وبين خوضها.

أَبو جهل والأخنس بن شريق

ومع أَن أَبا جهل يعلم أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لا يكذب فقد أَبى عليه حقده الأَسود إلا مقاتلته، فقادته رعونته إلى مصرعه.

فقد روى المؤرخون أَن الأَخنس بين شريق - الذي رجع ببني زهرة إلى مكة من منطقة رابغ - خلا بأَبي جهل هنالك، وقال له:

يا أَبا الحكم أَتري محمدًا (- صلى الله عليه وسلم -) يكذب؟ ؟

فقال أَبو جهل: كيف يكذب علي الله، وقد كنا نسميه الأَمين، لأَنه ما كذب قط. ولكن إذا اجتمعت في بني عبد مناف السقاية والرفادة والحجابة والمشورة، ثم تكون فيهم النبوة، فأي شيء بقي لنا؟ ؟

[لا في العير ولا في النفير]

وهنا يقال إن الأخنس بن شريق الثقفي، انخنس -أي انفصل-

<<  <  ج: ص:  >  >>