للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهير (أنطيغونس) حيث أبادوا قوات هذا القائد الذي كان يقودها للسيطرة على عاصمتهم بطرا (البتراء) فهزموه شر هزيمة فنجا بجلدته (وما كاد) ولم يبق معه من جيشه على قيد الحياة سوى خمسين مقاتلًا، رغم أنَّه كان يقول في ذلك الهجوم أربعة آلاف جندى من المشاة، وستمائة فارس أبيدوا على أيدى عشائر الأنباط ولم يبق منهم سوى قائد الجيش وخمسين جنديًّا. وذلك على أثر مطاردة عنيفة قام بها عشائر الأنباط للجيش اليونانى. الذي كان قد باغت ديارهم في حالة غياب المحاربين عنها. فأحرز بعض الانتصارات حيث جاس خلال الديار. وقتل كل من قاومه من الأنباط الذين هاجمهم جيشه وباغتهم في ديارهم بعد منتصف الليل. واستولى على كل ما وصلت إليه يده من الماشية والذهب والفضة والبخور والتوابل وكل المنقولات. ثمَّ انسحب تاركًا بلاد الأنباط خرابًا. فتعقبه المقاتلون منهم الذين كان أكثرهم غائبًا ساعة هجوم المقدونيين. فانتقموا من جيش الإِسكندر شر انتقام حيث أبادوه عن بكرة أبيه ولم ينج منه سوى خمسين فارسا تمكنوا من الإِفلات على صهوات الخيل من بينهم قائد الجيش (أنطيغونس) (١).

[هجوم الأنباط على اليهود واحتلالهم القدس]

وكما انتصر الأنباط على المقدونيين عام ٣١٢ ق. م ولقنوهم درسًا لا ينسونه. فإنهم (وبقيادة ملكهم الحارث) حاربوا اليهود وأنزلوا بهم الهزائم حتى ضربوا الحصار على أورشليم وطوقوها بخمسين ألفًا من المشاة والفرسان وكادت تسقط في أيديهم لولا اضطرار الملك الحارث لفك هذا الحصار. ليسوى ما بينه وبين الرومان الذين احتل قائدهم (سكورس) دمشق التابعة لمملكة (بطرا) وذلك عام ٦٦ - ٦٥ ق. م وفعلًا سوى الملك الحارث ذلك النزاع فصالح الرومان في ذلك. وعاد الملك الحارث في ذلك الوقت إلى ضرب الحصار على القدس، فاحتلها بالاشتراك مع جيوش الرومان الذين نكلوا باليهود وشردوهم بعد أن دمروا أورشليم وخربوا الهيكل وأزالوه من الوجود (٢).


(١) Booth, P. ٦٤٩, Book, xix, Y ١, Kennedy, P. ٣٠ - ٣١
(٢) انظر كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام) بحث تاريخ مملكة الأنباط.

<<  <  ج: ص:  >  >>