للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إبادة رجال الوفد عن آخرهم]

فبينما كان هؤلاءالمسلمون من الوفد العلمي مطمئنين في رحالهم هكذا إذا بخيل عامر بن الطفيل تحيط بهم من كل جانب، تسانده جموع غفيرة من أعراب سليم.

فلم يكن من رجال الوفد الإسلامى - وعددهم سبعون - إلا أن يسارعوا إلى سيوفهم للدفاع عن أنفسهم، وقد قاتلوا الغادرين قتلًا مريرًا ولكن دون جدوى.

فلم تترك لهم قوة العدو العديدة الغامرة المنظمة المتأهبة فرصة حيث اقتحمت رحالهم من كل جانب فاعتورتهم سيوفها وتخطفتهم رماحها حتى قتلوا عن آخرهم يرحمهم الله، ولم ينج من القتل إلا رجلان فقط هما .. كعب بن زيد (١) وعمرو بن أمية الضمرى (٢).

أما كعب فقد تركه الغادرون جريحًا دون أن يعلموا حقيقة أمره فارتث وبقى بين القتلى فعاش بعد ذلك حتى قتل شهيدًا في معركة الأحزاب، أما عمرو بن أمية الضمرى أحد أعضاء الوفد الذي كان في سرح القوم ساعة الهجوم على المسلمين فقد وقع أسيرًا فأعتقه عدو الله - قائد الغادرين - عامر بن الطفيل.


(١) هو كعب بن زيد بن قيس بن مالك النجارى الأنصاري، شهد بدرًا، وقد استشهد في غزوة الأحزاب، أصابه سهم قاتل، رماه به ضرار بن الخطاب الفهرى ..
(٢) هو عمرو بن أمية بن خويلد بن إياس الضمرى، من مشاهير الصحابة والسابقين إلى الإسلام ومن رواة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي في الحبشة في زواج أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكان من شجعان العرب، وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ جثة الشهيد حبيب بن عدي من على الخشبة التي صلبه عليها كفار مكة، عاش إلى أيام الخليفة معاوية ومات بالمدينة، قال أبو نعيم مات قبل الستين.

<<  <  ج: ص:  >  >>