الوفد إلى زعيم تلك القبائل، عامر بن الطفيل، وهو ابن أخي ملاعب الأسنة.
وكان عامر هذا رجلًا شرسًا شديد العداوة للإسلام، فلما جاءه الرسول بخطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينظر فيه بل عدا على حامل الخطاب فقتله، بالرغم من أنه رسول، والرسول لا يقتل في عرف جميع البشر.
وبعد أن قتل هذا الغادر رسول وفد الدعوة استصرخ قبائل بنى عامر وطلب منهم مشاركته القضاء علي جميع أعضاء الوفد النبوى الثقافى المسالم.
إلا أن هذه القبائل (بالرغم من شركها) لم تستجب لهذا الغادر، فرفضت طلبه بعد أن أبلغته بأنه من العار عليها المشاركة في قتل قوم مسالمين، هم في جوار زعيم من زعمائها وهو عامر بن مالك ملاعب الأسنة.
ولما يئس عامر بن الطفيل من مساندة قومه بنى عامر له في الغدر بالمسلمين غضب ولجأ في الحال إلى قبائل رعْل وعُصية وذكوان وهم من بنى سليم فأجابوه إلى ذلك.
وعندها تحركت قوات الغدر والخيانة البالغ عددها حوالي الألف فارس فأخذت المسلمين على حين غرة، فقد كان رجال الوفد مطمئنين في رحالهم ينتظرون عودة رسولهم الذي أرسلوه بخطاب النبي على عامر بن الطفيل، وما كانوا يتصورون أن الغدر سيبلغ بهذه القبائل إلى درجة الاعتداء على الآمنين في جوارهم، الأمر الذي كان العرب جميعًا مسلمهم ووثنيهم يستهجنونه ويستبشعونه.