[بعث عمرو بن أمية الضمرى .. لقتل أبي سفيان بمكة .. شوال من السنة السادسة]
وفي شوال وقبل الحديبية بحوالي شهر واحد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الفائك الفدائي المشهور (عمرو بن أُمية الضمري) وسَلمة بن أَسلم، إِلى أَبي سفيان بن حرب الذي كان قائدًا عامًّا لجيوش المشركين في مكة، وأَمرهما - صلى الله عليه وسلم - أَن يقتلاه أَينما وجداه.
[محاولة اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم]
والسبب في الأَمر بقتل أَبي سفيان هو أَنه استأْجر رجلًا من الأَعراب وأَمره بالذهاب لاغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفعلًا ذهب الأَعرابي حتى وصل المدينة وحاول اغتيال الرسول - صلى الله عليه وسلم -، إلَّا أَن الله كشف أَمره. فأَلقى عليه القبض قبل الشروع في جريمته ولدى إِجراء التحقيق معه اعتراف بكل شيء فعفى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أَسلم بعد ذلك.
وخلاصة القصة أَن أَبا سفيان بن حرب جرى بينه وبين بعض القرشيين حديث حول تزايد قوة المسلمين وما أَنزلوا بالمشركين من هزائم. فقال أبو سفيان: أَلا أَحد يغتال محمدًا فإِنه يمشي في الأَسواق؟ .
فأَتاه رجل من الأَعراب (وقد بلغه ما قال أَبو سفيان) فقال له: قد وجدت أَجمعَ الرجال قلبًا وأَشدّهم بطشًا وأَسرعهم عدْوًا (يعني نفسه)