الأحابيش بقيادة الحليس بن زبان (١) فأطاعوهم جميعًا وانضموا إلى معسكرهم.
[نذر الحرب]
وهكذا (وباتخاذ قريش ذلك القرار المتعسف المخالف للقيم والتقاليد المرعية حتى بين الوثنيين العرب) تراءَت نذر الحرب في الأُفق، والتى لم يأْت لها المسلمون ولم يفكرِّوا فيها عندما خرجوا من المدينة معتمرين ملبِّين مكبِّرين.
ومع كره النبي - صلى الله عليه وسلم - للحرب وعدم رغبته في خوضها مع قريش، فقد أَدخل في حسابه أن قريشًا قد تُقدم على مثل هذا التصرف الأَخزق الذي أقدمت عليه .. فاتخذ كل الاحتياطات الضرورية تحسُّبًا للطواريء فظل أصحابه (في حالة استنفار واستعداد يحملون السلاح وهم في حالة الإحرام لابسين نسك العمرة).
[النبي يتحاشى الصدام المسلح]
غير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع كل ما صنعته قريش من التحدِّي ومع ما قامت به من استفزاز للمسلمين وتحرُّش بهم، بتكليفها قائد
(١) الحليس (بضم الحاء وفتح اللام) سيد بني كنانة وزعم الأحابيش جميعًا، كان سيدًا مطاعًا راجح العقل، ولم يصل إلى علمي هل أسلم مات مشركًا، وقد انتقد قريشًا أشد الانتقاد في موقفها المتصلب في منع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أداء مناسك العمرة.