ومن الجدير بالذكر أن حلفًا عسكريًا ومعاهدة دفاع مشترك كانت حتى وصول جيوش الأحزاب- معقودة بين المسلمين وبين يهود بنى قريظة، إلا أن زعيم خيبر وسيدها حيى بن أخطب النضرى قد أقنع يهود بنى قريظة بنقض هذا العهد والانقضاض على المسلمين من الخلف ساعة الصفر كما سيأتي تفصيله إن شاء الله.
[الخندق يحبط خطة الأحزاب]
وكانت خطة الأحزاب خطة دقيقة رهيبة محكمة كان من الممكن (لو نجحت) أن يحقق الغزو أهدافه فتجنى قيادة الأحزاب ثمار هذه الخطة بسهولة بسحق المسلمين واستئصال شأفتهم لو لم يهد الله المسلمين إلى حفر الخندق.
إذا لولا هذا الخندق لكان من السهل على أحد عشر ألف مقاتل تحيط بتسعمائة مقاتل من كل مكان أن تقضى على هذه التسعمائة إذا ما اشتبكت معها في معركة فاصلة، وخاصة إذا كانت هذه التسعمائة بينها من يتربص بها الدوائر ويشيع روح الهزيمة بين صفوفها من المنافقين كما هو واقع المسلمين في المدينة.
ولكن المسلمين بحفر الخندق نسفوا خطة الأحزاب المرسومة للمعركة من الأساس وأبطلوا مفعلوها، إذ حال هذا الخندق بين جيوش الأحزاب وبين الإلتحام مع عسكر الإسلام في معركة فاصلة كما تريد، وكما هي الخطة المرسومة سلفًا للمعركة.