فغاظ ذلك عمرو فقال في نفسه: ستعمه، فأَمهله حتى إذا نام أدخل طرف قوسه في عينه الصحيحة ثم تحمل عليها حتى بلغت العظم.
ثم انطلق وصاحبه حتى إذا هبطا على النقيع (على ليلتين من المدينة) وجدا رجلين من قريش من المشركين بعثت بهما قريش للتجسس على المسلمين، فأَنذرهما عمرو وصاحبه بأَن يستسلما، فأبيا، فرمى عمرو أَحدهما بسهم فقتله ثم تمكن من أَسر الثاني، فأَوثقه ثم قدم به إلى المدينة.
- ١٨ -
[مصرع ملك خيبر (أبو رافع): رمضان سنة ست من الهجرة]
ك ان سلَّام بن أَبي الحُقيق النضري (بعد مصرع طاغية بني النضيرُ حيِّي بن أَخطب) سيد خيبر المطاع، وكان لا يقل (عن حُيي بن أَخطب) عداوة للرسول - صلى الله عليه وسلم -.
بالإضافة إلى ذلك كان من كبار مجرمي الحرب الغادرة الظالمة التي شنَّها على المسلمين في المدينة (وبتدبيرٍ من يهود خيبر) عشرة آلاف مقاتل من الأَحزاب الوثنية المتحالفة (قريش وغطفان وأَشجع وَفزَارة وأَسلم).
فقد كان سلام بن أَبي الحُقيق في مقدّمة وفد التحريض اليهودي الذي غادر خيبر في أَواسط السنة الرابعة من الهجرة ليطوف بمضارب البدو وفي نجد ومواطن القبائل في الحجاز لتحريضهم على غزو المسلمين وتدميرهم في المدينة.