للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعندما تحوَّل المشروع اليهودي من نطاق الفكر إلى حيِّز العمل، وتحركت (لإِبادة المسلمين في المدينة) تلك القوة الضاربة من أَعراب نجد وقبائل قريش ... كان (سلام بن أَبي الحقيق) هذا مع حيي بن أَخطب على رأْس هذه القوة الضاربة الغازية (١).

كما أَن سلَّام بن أَبي الحُقَيق النَّضري هذا كانت له سابقة خطيرة في الإجرام والتآمر في المدينة قبل إجلاءِ بني النضير عنها.

فقد كان سلَّام هذا، أَحد أَركان تلك المؤامرة الدنيئة التي كانت تستهدف حياة النبي الأَعظم - صلى الله عليه وسلم - والتي شرع يهود بني النضير في تنفيذها عندما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - موجودًا أعزلًا في ديارهم مع قلة من أَصحابه جاؤوا إلى ديار بني النضير للبحث معهم في القيام ببعض التزامات تفرضها على اليهود معاهدة الحلف المعقود بين المسلمين وهؤلاءِ اليهود (٢).

ولم يكن العفو الكريم الذي منحه النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود بني النضير والذي شمل في الدرجة الأُولى (سلَّام بن أَبي الحُقَيق) أَحد أَركان المؤامرة ... لم يكن العفو الكريم ليغيّر شيئًا من طبيعة هذا اليهودي.


(١) قال ابن سعد في طبقاته الكبرى ج ٢ ص ٩١: كان أبو رافع سلام بن أبي الحقيق قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب, وجعل لهم الحفل العظيم لحرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عتيك وأربعة آخرون وأمرهم بقتله.
وقال ابن القيم (زاد المعاد ج ٢ ص ٢٩٣): كان أبو رافع ممن ألب الأحزاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقتل مع بني قريظة كما قتل صاحبه حيي بن أخطب ورغبت الخزرج في قتله مساواة للأوس من قتل كعب بن الأشرف.
(٢) انظر التفاصيل الكاملة لقصة هذه المؤامرة الخطيرة في كتابنا (غزوة الأحزاب) الفصل الأول ص ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>