طبيعة الأَنانية والغدر والخيانة والتآمر والسعي للوصول (على أَكتاف الغير) إلى الغرض المنشود بأَية وسيلة مهما بلغت من الخسة والوضاعة (طبيعة اليهود في كل زمان ومكان).
فقد رأَينا (كما تقدم) كيف أَنَّ (سلام بن أَبي الحُقَيق) بالرغم من تلك المعاملة الكريمة التي عامل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود بني النضير. رأَينا كيف أَن سلَّام هذا وعصابته، لم تكد أَقدامهم تطأُ مدينة خيبر: حتى شرعوا في حبك المؤامرة الخطيرة التي كانت ثمرتها تعريض النبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه لأَعظم خطر شهدوه في حياتهم وهو غزوة الأَحزاب. التي رافقَ قواتها الضاربة سلَّام بن أَبي الحُقيق هذا وزميله في التآمر حُيي بن أَخطب اللذان كانا يحلمان بالعودة إِلى المدينة .. أَما حيي بن أَخطب فقد لقى مصرعه في المدينة على أَثر محاكمة يهود بني قريظة.
أَما أَبو رافع (سلَّام بن أَبي الحقيق) .. فقد تمكن من الإِفلات، فعاد إلى خيبر عقب انفضاض جيوش الأَحزاب عن المدينة مهزومة مدحورة.
وقد رأَت القيادة الإِسلامية العليا في المدينة أن التخلص من هذا اليهودي (سلام بن أَبي الحقيق) الذي آلت إِليه زعامة اليهود في خيبر بعد حيي بن أَخطب - رأَت أَن التخلص من هذا اليهودي (كمجرم حرب) أَمر لا بد منه.
لأَن عداءَه المستحكم للإِسلام وحقده العارم المغتلم في نفسه على النبي - صلى الله عليه وسلم - لن يتركا له فرصة يستريح فيها من عناء الكيد للإِسلام والتأْليب على المسلمين لإفنائهم حتى ولو أَعطاهم أَلف عهد ووقَّع معهم أَلف ميثاق.