للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قزمان (١) (حليف بن ظفر) فسارع إلى حمله أبو زيد عمرو بن عبد مناف العبدري فقتله قزمان أيضًا، وبهذا قضى المسلمون تمامًا على جميع حملة اللواء العبدريين.

ولما أباد المسلمون جميع حملة اللواء من بني عبد الدار بن قصي بن كلاب، سارع إلى حمله بعدهم، غلام لهم حبشي يقال له (صواب)، وقد أبدى هذا العبد ضروب الشجاعة والثبات، ما جعله يفوق جميع حملة اللواء من مواليه الذين صرعوا قبله.

فقد ذكر بن كثير أن هذا الغلام لما أخذ اللواء صار يقاتل تحته حتى قطعت يداه، ولئلا يسقط اللواء في الأرض برك عليه بصدره وعنقه، حتى قتل وهو يقول: اللهم هل أعززت يعني هل أعذرت؟

[احتدام المعركة]

وبينما الصراع يدور رهيبًا هكذا حول لواء مكة، كانت نيران المعركة قد اندلعت واشتد القتال بين الفريقين في كل نقطة من نقاط الميدان.

فقد اختلط الفريقان واندفعت قريش إلى القتال يثور في عروقها طلب الثأر لمن مات من أشرافها وساداتها منذ عام ببدر (٢) وسادت روح الإيمان صفوف المؤمنين المجاهدين فانطلقوا -خلال الشرك- انطلاق الفيضان تقطعت أمامه السدود (٣).


(١) قزمان (بضم القاف) حليف لبني ظفر، لم يكن مسلمًا وإنما كان منافقًا قاتل مع المسلمين حمية لا عن الإسلام كما اعترف بذلك عند موته، وهو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أهل النار لما ذكروا له شجاعته، وفعلا مات قزمان منتحرًا حيث قتل نفسه لما اشتد عليه ألم الجراح التي أصابته في المعركة.
(٢) الرسول القائد ص ١١٤.
(٣) فقه السيرة ص ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>