إبادة المسلمين لجميع أفراد حملة هذا اللواء، فأخذت روحهم المعنوية في الانهيار، وهذا طبيعي - بعد سقوط لوائهم - لأن سقوط اللواء (وخاصة في ذلك العصر) معناه بداية الهزيمة.
وهذا الذي عناه أبو سفيان بقوله (لبني عبد الدار) عندما سلم إليهم لواء مكة: "إنما يؤتى الناس من قبل راياتهم يا بني عبد الدار إما أن تكفونا لواءنا وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه".
ولقد أوفى بنو عبد الدار على الغاية حيث قاتلوا على اللواء بشراسة وعناد جاهلي حتى أبادتهم سيوف الإسلام عن آخرهم، وهنا سقط اللواء من أيديهم على الأرض، وبقى مطروحًا عليها حتى رفعته (بعد كارثة الجبل) عمرة الحارثية فالتفت حوله قريش من جديد. وإلى هذا أشار حسن بن ثابت يعير قريشًا في شعره بقوله:
فلولا لواء الحارثية أصبحوا ... يباعون في الأسواق بيع الجلائب
[انتصار المسلمين]
وبعد معركة اللواء تلك تبلور الموقف وبدأ رجحان كفة المسلمين في المعركة ظاهرًا، فضاعف المسملون من حملاتهم وبذلت قريش قصارى جهدها للصمود في وجه المسلمين الذين سيطروا على الموقف، ولكن دونما جدوى، فقد تخاذل المشركون (على كثرتهم) أمام المسلمين (على قلتهم) وأخذوا يولون الفرار ونزلت الهزيمة بجيش مكة نزول السيل العرم بالسد الخرب المتهدم.