للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحصنوا معهم في حصونهم، وهي عدة حصون أهمها ثلاثة وهي:

١ - القموص (بفتح القاف).

٢ - السلالم (بضم السين).

٣ - الوطيح، ضبطه الواقدي (بفتح الواو وكسر الطاء) (١).

وبالرغم من إجماع المؤرخين على أن اليهود المعتصمين بهذه الحصون الثلاثة لم يستسلموا للقوات الإسلامية إلا بعد قتال شديد ومقاومة عنيدة، وحصار، دام أربعة عشر يومًا أو أكثر .. فإن هناك (كما ذكرنا في أول هذا الفصل) خلافًا بينهم، هل افتتح المسلمون شيئًا من هذه الحصون عن طريق الاقتحام بالقوة (كما فعلوا في حصون النطاة والشق) أم أن جميع هذه الحصون الثلاثة استسلم المدافعون عنها وسلموها للمسلمين عن طريق المفاوضة؟

[رأي ابن إسحاق]

يرى إمام المغازي ابن إسحاق أن حصنًا واحدًا من الحصون الثلاثة، وهو حصن القموص (بفتح أوله وضم ثانيه) قد فتحه المسلمون بقوة السلاح كما فعلوا في الشق والنطاة، فهو يقول: ولما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (القموص) حصن بني أبي الحُقيق أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصفية بنت حيي بن أخطب وبأخرى معها، فمر بهما بلال - وهو الذي جاء بهما - على قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية صاحت، وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اعزبوا عنى هذه الشيطانة (٢)، ثم قال لبلال: انزعت منك الرحمة، يا بلال حين تمر بامرأتين على قتلى رجالهما (٣)؟


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٦٦، والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٩٩.
(٢) عبارة الواقدي في المغازي ج ٢ ص ٦٧٣: "فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنع بلال فقال: أذهبت منك الرحمة؟ تمر بجارية حديثة السن على القتلى، فقال بلال: ما ظننت أنك تكره ذلك، وأحببت أن ترى مصارع قومها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابنة عم صفية: (كالمواسى): ما هذا إلا شيطان (كذا). وما ذكره الواقدي أقرب إلى آداب النبي - صلى الله عليه وسلم - وعفته في الكلام.
(٣) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>