للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عم سعد بن معاذ - فقال لسعد بن عبادة (١): كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين.

[كادت الفتنة أن تنشب بين الأوس والخزرج]

قالت: فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا "وهذا أغلى ما يتمناه ويسعى إليه عبد الله بن أبي وحزبه من المنافقين واليهود" ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا ونزل.

قالت: وبكيت يومى ذلك لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، فأصبح أبواى عندي، وقد بكيت ليلتين ويومًا حتى أظن أن البكاء فالق كبدى، فبينما هما جالسان عند وأنا أبكى إذا استأذنت امرأة من الأنصار، فأذنت لها فجلست تبكى معى.

فبينما نحن كذلك إذ دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها، وقد مكث شهرًا لا يوحى إليه في شأنى بشيء.

فتشهد حين جلس، ثم قال: "أما بعد فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإذا كنت بريئة فسيبرؤك الله تعالى وإن كنت ألممت بذنب فاستغفرى الله تعالى وتوبى إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب، تاب الله تعالى عليه".


(١) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>