للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[دفن الشهداء دونما غسل أو صلاة]

قال الإمام الشافعي رضي الله عنه، جاءت الأخبار كأنها عيان (من وجوه متواترة) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل على قتلى أُحد، وما روى أنه صلى عليهم وكبر على حمزة سبعين تكبيره لم يصح، وثبت في صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بدفن شهداء أحد بدمائهم، ولم يصل عليهم ولم يغسلوا.

وقد أمر الرسول بأن يكفن الشهداء في ثياب المعركة (١) فكفنوا فيها بعد أن نزع ما عليهم من حديد وجلود.

وكفن حمزة بن عبد المطلب بنمرة كانت له، فكانوا إذا مدوها على رأسه انكشفت رجلاه وإن مدوها على رجليه انكشفت رأسه، فمدوها على رأسه وجعلوا على رجليه الحرمل تكميلًا لتكفينه (٢).

[دفن أكثر من شهيد في قبر واحد]

وقد دفن مع حمزة بن عبد المطلب (في قبر واحد) عبد الله بن جحش الأسدي, وكان حمزة خاله (٣).

وعلى طريق الخصوص أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأن يدفن عمرو


(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ٤٢.
(٢) السيرة الحلبية.
(٣) وذلك أن أم عبد الله بن جحش، هي أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخت حمزة، وكان الذي قتل عبد الله بن جحش يوم أحد أبو الحكم بن الأخنس بن شريق (الذي قاد أبوه المعارضة الأولى لأبي جهل في حرب بدر، ورجع بقبيلة بني زهرة إلى مكة من رابغ فلم يشهد أحد منهم معركة بدر) وقد قتل أبو الحكم هذا كافرًا يوم أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>