وقد انتهت هذه الفتنة، لاسيما وأن الأنصاري المضروب تنازل عن حقه لدى المهاجرى، فماتت بذلك الفتنة.
[رأس الفتنة يتكلم]
ولكن انتهاء الفتنة الأهلية بهذه السرعة لم يرق لرأس النفاق عبد الله بن أبي الذي كان موجودًا في الجيش مع المسلمين، فقد اعتبر هثل ذلك الحادث فرصة المنافقين الذهبية لإذكاء نيران الفتنة بين أصحاب محمد، ولكن هذه الفرصة فاتت على المنافقين بتصالح الرجلين وانصياع الفريقين لتوجيهات نبيهم - عليه السلام -، فغاظ ذلك عبد الله بن أبي فقال:(وهو في رهط من قومه الخزرج في المعسكر وفيهم، زيد بن أرقم- وكان غلامًا صغيرًا)، قال (في حنق وعصبية وغيظ) .. أو قد فعلوها- يعني المهاجرين- ما رأيت كاليوم مذلة قط .. قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا .. والله ما أعدّنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال الأول (سمّن كلبك يأكلك) أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل".
ثم أقبل رأس النفاق على من حضر من قومه - مذكيًا في نفوسهم روح العداء للمهاجرين - قائلًا .. هذا مافعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم (١).
ثم قال الخبيث (وكلامه موجهًا للأنصار) .. ثم لم ترضوا بما فعلتم حتى جعلتم أنفسكم أغراضًا للمنايا فقتلتم دونه (يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -)