للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك، فلا نعطيك إلا السيف، وقد رأيت يا عيينة من قد حللنا بساحته من يهود يثرب، مزِّقوا كلَّ ممزق.

وبعد ذلك رجع سعد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما قال عيينة. . وقال سعد: يا رسول الله، إن الله منجز لك ما وعدك ومظهر دينه، فلا تعط هذا الأعرابي (يعني عيينة) تمرة واحدة، يا رسول الله، لئن أخذه السيف ليسلمنهم وليهربن إلى بلاده كما فعل ذلك قبل يوم الخندق.

فلما يئس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أن تقبل غطفان العرض الذي عرضه عليها من إعطائها تمر خيبر سنة واحدة، أمر قواته بالهجوم على الحصن الذي ترابط فيه قوات غطفان مع اليهود وهو حصن ناعم (حصن) مرحب وكان أول حصن يفتحه المسلمون، بعد أن هرب الغطفانيون منه قبل الهجوم عليه كما سيأتي تفصيله إن شاء الله.

وتنفيذًا لقرار محاربة غطفان الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صف اليهود أصدروا أمرهم إلى الكتائب من بني أسد وغطفان (والتي كانت قد رابطت مع اليهود في حصونهم قبل أن يتحرك النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة) بأن تظل مكانها إلى جانب اليهود. . أما القوات الرئيسية من هذه القبائل الوثنية وهي أربعة آلاف مقاتل فقد أخذت في التحرك من الوراء لتضرب المسلمين ساعة الصفر من الخلف.

[تأزم الموقف لدى المسلمين]

ونتيجة إصرار غطفان وأسد على محاربة المسلمين إلى جانب اليهود أصبح الموقف بالنسبة للمسلمين موقفًا دقيقًا وحرجًا. . إلا أن ذلك لم يفتّ في عضدهم ولم يثنهم عن عزمهم، فقد استمروا في تحركهم في اتجاه خيبر واثقين من نصر الله تعالى وقد وعدهم ذلك، والله لن يخلف وعده. . ولذلك فقد سار المسلمون في طريقهم نحو المعركة الفاصلة وكلهم ثقة واطمئنان، فلم يكن لتلك القوات الضاربة من الأعداء (اليهود وغطفان وأسد والتي قررت منازلتهم مجتمعة) لم يكن لها أي أثر ضار على معنوياتهم الحربية، لأنهم بعد وعد الله الذي وعدهم لم يعودوا يزنوا الأمور ويقيسوها

<<  <  ج: ص:  >  >>