للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تواريت عنه ثم خرج الناس إلى مسيلمة (١) فدفعت إلى مسيلمة فزرقته (٢) بالحربة، وضربه رجل من الأنصار، فربك أعلم أينا قتله (٣).

[النبي يستلف من أغنياء مكة ليخفف من ضائقة أصحابه المالية]

ورغم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد فتح مكة عنوة، واستولى جيشه عليها. ورغم أنه كان بإمكانه كفاتح منتصر أن يصادر ويأخذ ما شاء من أموال أثرياء مكة المغلوبين المهزومين، فإنه قد عفّ عن أن يأخذ منهم درهمًا واحدًا قسرًا وبالقوة. رغم أن عامة جيشه الفاتح المنتصر في أمس الحاجة إلى المال. لحالة العوز والفقر التي هو عليها. بل اقترض من أولئك الأغنياء مائة وخمسين ألف درهم فوزعها على المحتاجين من جنود الجيش. ثم لما نصره الله على هوازن في معركة حنين. وغنم تلك الغنائم العظيمة من أولئك المشركين أعاد إلى أغنياء مكة ما استقرضه منهم مشفعًا بالشكر والحمد لهم.

فقد حدث الواقدي. فقال: أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فاستلف من عبد الله بن أبي ربيعة أربعين ألف درهم فأعطاه، فلما فتح الله عليهم هوازن وغنمه أموالها ردها وقال: إنما جزاء السلف الحمد والأداء وقال: بارك لك في مالك وولدك.

وقال: استقرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ثلاثة نفر من قريش: من صفوان بن أمية خمسين ألف درهم فأقرضه، واستقرض من عبد الله بن أبي ربيعة أربعين ألف درهم، واستقرض من حويطب بن عبد العزى أربعين ألف درهم، فكانت ثلاثين ومائة ألف. فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه من أهل الضعف، قال فأخبرنى من بني كنانة، كانوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتح، أنه قسم فيهم دراهم فيصيب الرجل خمسين درهمًا، أو أقل أو أكثر، ومن ذلك المال. بعث إلى بني جزيمة (٤).


(١) أي في حرب الردة.
(٢) زرقة به، قال في القاموس المحيط ج ٣ ص ٢٤٠ .. رماه.
(٣) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٦٣.
(٤) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>