للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تهنئوننا به؟ فوالله إن لقينا إلا عجائز صلعًا كالبدن (١) فتبسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم قال، يا ابن أَخي أولئك الملأُ (٢).

وقال أسيد بن الحضير، (وكان فيمن قدم إلى الروحاء للتهنئة) يا رسول الله الحمد لله الذي أظفرك وأقر عينك، والله يا رسول الله ما كان تخلفى عن بدر وأَنا أَظن إنك تلقى عدوًا، ولكن ظننت أنها عير، ولو ظننت أَنه عدو ما تخلفت، فقال رسول الله: صدقت (٣).

[كيف تلقت المدينة أنباء النصر]

عند وقوع معركة بدر كان سكان المدينة يتألقون من عناصر ثلاثة:

المسلمون .. واليهود .. والمنافقون.

وقد كان اليهود والمنافقون يتمنون، بل ويتوقعون الهزيمة للمسلمين والنصر والغلبة المشركين في هذه المعركة.

وقد نظم هؤلاء - قبل وصول البشير بنصر المسلمين - حملة من الإرجاف وبلبلة الأفكار أشاعوا فيها خبر قتل النبي وتمزيق جيشه في معركة بدر.

وبينما كان المسلمون يترقبون - في تلهف وهم على أحرّ من الجمر - أنباء المعركة، وبينما كانت الإشاعة والإرجاف بهزيمة المسلمين تملآن أرجاءَ المدينة، بشكل كادت تذهب له عقول المسلمين خوفًا على نبيهم


(١) جمع بدنة، والبدنة من الإبل والبقر كالأضحية من الغنم تهدى إلى مكة، تطلق على الذكر والأنثى.
(٢) أي الأشراف.
(٣) البداية والنهاية ج ٣ ص ٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>