للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما اصطلح عليه رسول الله) وقبل أن يكمل الجملة نهض سهيل بن عمرو مرة أخرى واعترض على كلمة (رسول الله) وطلب شَطبهَا من الوثيقة قائلًا: - لو أعلم أنك رسول الله ما خالفتك وأاتبعتك أفترغب عن إسمك وإسم أبيك محمد بن عبد الله، فقد ظلمناك إن كنت رسول، وما منعناك أن تطوف ببيت الله. لو شهدت أنك رسول الله لم أُقاتلك، ولكن اكتب إسمك واسم ابيك (١).

[سيدا الأنصار يتدخلان]

وعندما عارض سهيل بن عمرو وطالب بشطب كلمة (رسول الله) من صلب الوثيقة هاج المسلمون هياجًا شديدًا لهذا التصلُّف القرشي، وارتفعت أصواتهم بالاحتجاج الشديد وأصرُّوا على أن لا تُمحى كلمة (رسول الله) وقالوا للكاتب: لا تكتب إلَّا محمدًا رسول الله.

بل ذهب الغضب والإمتعاض بسيِّد الأَوس أُسَيد بن حُضَير وسيِّد الخزرج سعد بن عبادة إلى أن يتدخلا (عمليًّا) في الأمر فيأْخذا بيد الكاتب ليكف عن الكتابة، إلَّا إذا كتب في المعاهدة كلمة (رسول الله) وهدد المعارضون باستخدام السلاح واللجوء إلى الحرب لتأْديب قريش المتعجرفة، لأنهم اعتبروا ذلك إهانة لكرامة المسلمين حيث قالوا للكاتب بعد أن أمسكوا بيده ومنعوه من الكتابة -: لا تكتب إلَّا محمدًا رسول الله، وإلا فالسيف بيننا! علام نُعطي الدنيَّة في ديننا.

وهكذا تلبَّد الجو بالغيوم وبدت نُذُر الحرب تظهر في الأُفق من


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣١٧ وجوامع السيرة ص ٢٠٩، تاريخ الطبري: ج ٢ ص ٦٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>