للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكون في أيديهم (دون منازع) مقابض أزمة ديكتاتورية المال التي أقاموها على قواعد المعاملات الربوية التي لا يحسن أي جيل مباشرتها مثل اليهود .. هذه الديكتاتورية الملعونة التي نسفها الإسلام من القواعد بتشريعه الذي حرَّم المعاملات الربوية تحريمًا قاطعًا.

إذا أدركنا هذه الامتيازات التي يمتاز بها يهود بني النضير من ثراء فاحش وجاه واسع عريض وسيادة روحية مطلقة بين جميع فئات اليهود الدخلاء في الجزيرة اتضح لنا أي خطر داهم يهدد الإسلام والمسلمين بنزول يهود بني النضير منطقة خيبر عند نفيهم من المدينة.

[خفض الأرض ورفعها]

ولا يفوتنا أن نذكر القارئ بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نفى يهود بني النضير هؤلاء من المدينة تسامح معهم إلى حد جعلهم يسمح لهم بأن يحملوا من أموالهم إلى منفاهم الجديد (خيبر) كل ما يقدرون على حمله.

ولهذا فقد أوقروا من هذه الأموال (عند نفيهم) حوالي ستمائة بعير، وصلوا بها جميعًا إلى منطقة خيبر.

ولما كان الذهب والفضة هو أحرص ما يحرص اليهود على اقتنائه كما هو معروف عنهم عبر عصور التاريخ، فقد حملوا معهم إلى خيبر كل ما يملكون من الذهب والفضة وكان شيئًا عظيمًا حتى أن سلَّام بن أبي الحقيق (وهو من متوسطى أغنياء يهود بني النضير) حمل معه عند الجلاء من المدينة جلد ثور مملوءًا ذهبًا وفضة.

وكان (وهو خارج إلى منفاه خيبر) يضرب على هذا الجلد - مشيرًا إلى ما يحتوي عليه من ذهب وفضة قائلًا: (هذا الذي أعددناه لرفع الأرض وخفضها وإن كنا تركنا نخلًا، ففي خيبر النخل).

وفي قول الزعيم اليهودى النضرى هذا تهديد صريح بأن يهود بني النضير لن يبخلوا باستخدام أموالهم الطائلة للقضاء على سلطان الإسلام ونفوذه، وأنهم لن يترددوا في تسخير هذه الأموال لزلزلة الأرض تحت أقدام المسلمين عند أول فرصة تسنح لهم وذلك في سبيل استعادة سلطانهم المفقود في يثرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>