فقد قال أَبو جهل: يا ابن الحضري، هذا حليفك -يعني عتبة بن ربيعة- يريد أَن يرجع بالناس وقد رأْيت ثأْرك بعينك، فقم فانشد خفْرتك (١) ومقتل أَخيك.
ولم يخب ظن طاغية قريش، فقد نفخ الشيطان في مناخر ابن الحضرى، فوقف (متكشفًا) يصرخ بأَعلى صوته في جيش مكة واعمراه وهذه الكلمة وحدها - في قانون الجاهلية - كافية لإشعال نار الحرب، لا سيما في مثل ذلك الجو المتوتر.
[الأمر الواقع]
وهنا غلى الدم الجاهلى في عروق الشرك واشتط الكفر بالعواطف العمياء، فجمحت جموحًا استقر بأَصحابها في المعركة الدامية.
وتم لأَبي جهل ما أَراد حيث أفسد على عقلاء قومه خطتهم السلمية، وظهرت نذر الشر، تنذر بقرب المعركة ولم يسع الناس - حتى رجال المعارضة - إلا أَن يحملوا سلاحهم لخوض المعركة، لأَن أَبا جهل، بتصرفاته الرعناء جعلهم أَمام الأَمر الواقع.
ولبس زعيم المعارضة - عتبة بن ربيعة - كامل سلاحه وهو يقول - مخاطبًا أبا جهل - سيعلم من انتفخ سحره، أَنا أَم هو؟ ؟ .
[حرس قيادة الرسول]
أما من ناحية المسلمين، فبعد أَن تمركزوا في المكان الذي اختاره