إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال كذا وكذا. قال سعيد للضَّمري: ويحك، اذهب إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستغفر لك، قال: بعيري والله أَهمُّ إِليّ من أَن يستغفر لي - وإِذا هو قد أَضلّ بعيرًا له يتبع العسكر يتوصل بهم ويطلب بعيره - وأَنه لفي عسكركم فأَدُّوا لي بعيري. فقال سعيد: تحوَّل عني لا حيَّاك الله إِلا لا أَرى قربى إِلا داهية، وما أَشعر به.
فانطلق الأَعرابي يطلب بعيره بعد أَن استبرأَ العسكر، فبينا هو في جبال سراوع إِذ زلقت نعله فتردّى فمات فما علم به حتى أكلته السباع (١).
[عودة خالد إلى مكة]
وبعد أَن تأَكد لدى خالد بن الوليد أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد التف حوله ذات اليمين وأَنه قد وصل بأَصحابه إِلى سهل الحديبية (عبْر ذلك الطريق الوعر الغير المسلوك)، وأَنه يعتزم دخول الحرم من ناحية الغرب (عبر الحديبية) أَغاظه ذلك، لأَن النبي بانحرافه ذات اليمين فوَّت على خالد الفرصة إِذ نسف خطته المحكمة التي رسمها لملاقاة المسلمين وضربهم في موقع استراتيجي اختاره هو وعسكر فيه بفرسانه لينقَضَّ منه على المسلمين حالة وصولهم.
ولقد كرَّ خالد بفرسانه راجعًا إِلى مكة ليُبلغَ قادة قريش بما حدث ويتلقى منهم تعليمات جديدة بعد أَن نسف: الرسول - صلى الله عليه وسلم - خطته الأَساسية باتجاهه بأَصحابه نحو الحديبية بدلًا من التنعم الطريق