قد جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معسكر بها في انتظار جيش مكة، قال له (جاسًا النبض وكالمحتج): يا محمد (- صلى الله عليه وسلم -) أجئت للقاء قريش على هذا الماء، أي ماء بدر الواقع في أراضى بنى ضمرة؟ .
فأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم - بلهجة القوى الواثق من نفسه وجيشه- نعم يا أخا ضمرة وإن شئت رددنا إليك ما كان بيننا وبينك ثم جالدناك حتى يحكم الله بيننا وبينك.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل معركة بدر الكبرى - قد عقد بينه وبين قبائل بنى ضمرة معاهدة عدم اعتداء، وذلك أثناء قيامه بإحدى الدوريات الاستطلاعية في منطقة (ودّان) في السنة الأولى من الهجرة.
لقد أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - سيد قبائل بنى ضمرة هذا الجواب الذي عرض فيه إنهاء المعاهدة بينه وبين بنى ضمرة - في منطقة تموج بالمسلحين من هذه القبائل- ولكن سيد بنى ضمرة (مخشى بن عمرو) قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - في تلطف ووجل- لا والله يامحمد ما لنا بذلك من حاجة، وهذا دليل على أن قوة المسلمين العسكرية يوم ذاك بلغت درجة لم تخش معها أحدًا من هذه القبائل وأن كل آثار انتكاسة أُحد قد زالت.
٦ - غزوة دومة الجندل .. (المحرم السنة الرابعة للهجرة)
تقع دومة الجندل هذه في الطرف الشمالي الغربي للجزيرة العربية مما يلي الشام وعلى بعد ست عشرة ليلة من المدينة وخمس ليال من دمشق.