وهذا الرأْي (دونما جدال) هو غاية في الحكمة والصواب، لأن مقاتلة المتمردين في تلك الساعات الحرجة فيه من الخطورة على سلامة الجيش الإسلامي ما لا يخفى على أي خبير عسكري يقدر النتائج.
فمقاتلة المتمردين في تلك الساعة يجعل المسلمين بين نارين، جيش المشركين وهؤلاء المتمردين، وهذا مما يسهّل على جيش مكة الإِحاطة بجيش المدينة وضربه ضربة قد تكون مدمّرة قاضية.
وبهذا الموقف الذي سيطرت فيه قيادة الجيش العليا على الأَعصاب إزاء ذلك التمرد الغادر، أثبت الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - بأَنه يجب أن يكون (عن جدارة واستحقاق) على رأس أمهر قادة العالم العسكريين خبرة ودراية وإدارة وحنكة.
[خلاصة الجيش بعد التمرد]
وبعد حادثة تمرد المنافقين وانسحابهم إلى المدينة. بقى النبي - صلى الله عليه وسلم - في سبعمائة مقاتل فقط، واصل السير بهم نحو جبل أُحُد، ليقاتل بهم ثلاثة آلاف يفضلونهم (من ناحية التسليح والتموين في كل شيء إلا العقيدة والإيمان).
[إلى أحد]
ولما كان المشركون قد سبقوا المسلمين إلى وادي قناة وعسكروا فيه بالسبخة (١) قبل خروج المسلمين من المدينة. ولما كان النبي - صلى الله عليه وسلم -،