للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحملة اندحارًا مهينًا فاضحًا، بعد حصار دام على المدينة شهرًا كاملًا. إذ عادت قريش وأحلافها من هذه الغزوة دون أن يحققوا أي شيء من الأهداف التي حشدوا لها تلك الحشود الهائلة، اللهم إلا إيقاع يهود بني قريظة وتعريضهم للإبادة على أيدي المسلمين بعد أن أغواهم قادة الأحزاب بالغدر بالمسلمين ونقض العهد الذي بينهم (١).

[رسوخ جذور الإسلام]

لقد كانت قريش تهدف من وراء تجريد تلك الحملات العسكرية الكبرى (وخاصة حملة الأحزاب) محو كيان المسلمين واقتلاع جذور الإسلام نهائيًّا.

ولكن العكس هو الذي حدث (وخاصة بعد اندحار قريش وأحلافها في غزوة الأحزاب).

فبعد هذا الاندحار الشنيع الذي انكسر به العمود الفقري للآمال القرشية العريضة، ازدادت قواعد الدولة الإسلامية صلابة وقوة، وأخذ الإسلام يضرب بجذوره وينشر ظلاله في الجزيرة بسرعة هائلة وبشكل لم يسبق له مثيل.

وأصبح المسلمون (بعد فشل الأحزاب في غزوهم وبعد إنزال الضربة الصاعقة بخونة يهود بني قريظة) قوة ضاربة يخشاها كل أعداء الإسلام ولا تخشى أحدًا، وخاصة العناصر العربية الوثنية.


(١) انظر أوسع التفاصيل عن هذه الحملات العسكرية التاريخية الثلاث في كتبنا (غزوة بدر الكبرى) و (غزوة أحد) و (غزوة الأحزاب) و (غزوة بني قريظة).

<<  <  ج: ص:  >  >>