للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير أن قريشًا (بالرغم من تفوقها الساحق في كل شيء مادي) فشلت في كل حملاتها العسكرية الكبرى الثلاث.

ففي الأولى (وهي حملة بدر الكبرى) أنزل المعسكر الإسلامي (ولأول مرة في التاريخ) أشنع هزيمة تمرّغت فيها سمعة قريش العسكرية في الوحل حينما جاءت (باغية ظالمة معتدية) تقصد خضد شوكة المسلمين .. فقتل في هذه المعركة سبعون من ساداتها وقادتها، ووقع في أسر المسلمين سبعون مثله وفرَّ الباقون منهزمين شتتتهم الهزيمة في وهاد ووديان تهامة كما تشتت العاصفة الورق اليابس.

أما الحملة العسكرية الثانية وهي (غزوة أُحد) التي نقلت بها قريش المعركة إلى ضواحي حاضرة الإسلام (المدينة)، فقد فشل القائمون بها في تحقيق شيء من أهدافهم الرئيسية التي من أجل تحقيقها شنّوا هذا العدوان، بالرغم من الإعداد الكامل والتحضير المنظم الذي سبق هذه الحملة التاريخية.

فقد عادت قريش من هذه المعركة وكل مكسبها سبعون قتيلًا من المسلمين استشهدوا في هذه المعركة مقابل ستة وعشرين قتلوا من الجانب القرشي.

أما الحملة الثالثة وهي غزوة الأحزاب (والتي تعتبر أعظم غزو يتعرّض له المسلمون في تاريخهم أثناء العهد النبوي)، فقد كانت آخر سهم في كنانة آمال قريش، يتحطم على صخرة المقاومة الإسلامية الصلبة.

إذ كانت هذه الحملة العظيمة آخر حملة عسكرية تشنها قريش على المسلمين في تاريخها، فقد اندحرت وأحلافها النجديون في هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>