للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك أصدر أبو سفيان إلى قائد سلاح الفرسان في الجيش القرشي (خالد بن الوليد ومساعده عمرو بن العاص) أمره بأن يتوليا الإشراف على تنظيم هذا الإنسحاب، ويقوما بحماية مؤخرة الجيوش المنسحبة من أن يقوم المسلمون بضربها ساعة الإنسحاب.

فامتثل عمرو، وخالد، أمر القائد العام وسارعا، إلى انتخاب مائتين من الخيالة، ثم تمركز هؤلاء الخيالة في المنطقة الواقعة بين مؤخرة معسكر الأحزاب وبين المسلمين، وصاروا يضربون بخيلهم في تلك المنطقة، ويماشون الجيش المنسحب وهو على تعبئة واستعداد، لحمايته من أية غارة يقوم بها عسكر الإسلام، وظلت كتيبة الفرسان القرشية هكذا حتى اكتمل انسحاب جيوش الأحزاب من مواقعها أمام الخندق (تماما) وابتعدت عن منطقة الخطر (١).

[أبو سفيان يكتب إلى النبي عند الإنسحاب]

ويقول المؤرخون: إن قائد عام جيوش الأحزاب (أبا سفيان) قبل انسحابه، كتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خطابًا يعيب فيه عليه الاحتماء بالخندق، ويذكر له أنه لولا مكيدة الخندق لما بقى للمسلمين من وجود، وقد بعث أبو سفيان هذا الخطاب مع أبي سلمة الخشني.

فلما أتى به دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بن كعب (٢) فدخل معه قبته فقرأه عليه، فإذا فيه:


(١) انظر السيرة الحلبية ج ٢ ص ١١٦.
(٢) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة أحد).

<<  <  ج: ص:  >  >>