للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كلمة ابن رواحة في اجتماع هيئة الأركان]

ففي اليوم الثاني وفي آخر جلسة لأمراء الجيش ورؤساء القبائل وقف عبد الله بن رواحة الأنصاري شارحا وجهة نظره وداعيا الناس إلى عدم التردد في الصدام الفورى مع العدو فقال: "يا قوم إن الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهادة. وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة. ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به. والله لقد رأيتنا يوم بدر ما معنا إلا فرسان. ويوم أحد فرس واحد. فانطلقوا بنا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور عليهم فذلك الذي وعدنا نبينا. وليس لوعده خلف وإما الشهادة. فنلحق بالإخوان نرافقهم في الجنان (١).

ورغم ما في دعوة القائد عبد الله بن رواحة من مغامرة خطيرة فقد أثرت كلماته البليغة في نفوس الجيش وأثارت حماسهم فوافقه جميع الأمراء والقادة قائلين: صدقت وهكذا أجمعوا على الأخذ بالرأى القائل بمصادمة الجيوش الرومانية مهما كانت النتائج.

وعقب هذا القرار الذي اتخذته هيئة أركان حرب الجيش الإسلامي في "معان" أصدر القائد العام زيد بن حارثة أوامره إلى فرق الجيش وكتائبه بالتحرك لملاقاة الرومان والعرب المتنصرة في البلقاء من أرض الشام.

وفي الوقت نفسه كان الرومان والعرب المتنصرة يتحركون بقواتهم الهائلة لملاقاة المسلمين ومهاجمتهم بقيادة القائد تيودور أخي الإمبراطور.

وقد التقى المسلمون بجموع الرومان والعرب المتنصرة عند تخوم البلقاء. حيث وجدوا الرومان معسكرين في قرية من قرى البلقاء يقال لها: مشارف.

[وصف أئمة التاريخ ما حدث في معان من اختلاف وجهات النظر]

قال القريزى في كتابه "إمتاع الأسماع ص ٣٤٧": ومضى المسلمون،


(١) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٣٧ ومغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>