للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليرجع إلى هذا الكتاب. من يهمه الإِلمام بتفاصيل الوجود العربي في هذا الجزء الحيوى من العالم (الشام) الذي يسميه الجغرافيون القدامى (سُرة معالم). لكونه يحتل مكان وسط المعمورة في تلك العصور.

أما في هذا التمهيد، فإننا سنتحدث (باختصار) عن الوجود العربي في الشام قبل الإِسلام (وبصفة خاصة عن الوجود السياسي والعسكري).

عهود الحكم العربي في الشام قبل الإِسلام

يمكننا - حسب ما توفرت لدينا من معلومات في مختلف المصادر التاريخية الإِسلامية والإِسرائيلية والفارسية واللاتينية واليونانية - أن نقسم الوجود العربي الحاكم في الشام قبل الإِسلام إلى عهود رئيسية ثلاثة هي:

١ - عهد ما قبل بني إسرائيل.

٢ - عهد ما قبل الميلاد وبعد ظهور بني إسرائيل.

٣ - عهد ما بعد الميلاد حتى دخول الشام في حوزة الإِسلام.

[عهد ملوك عاد]

فالعهد الأوّل هو عهد ملوك عاد ولم يعثر أحد حتى الآن من المؤرخين (وبأية وسيلة من الوسائل) على معلومات يمكن عن طريقها معرفة التاريخ الذي به ابتدأ وانتهى ملك هؤلاء العاديين للشام. كما أن أحدًا من المؤرخين (شرقيين وغربيين) لم يستطع الحصول على عدد محدد لملوك عاد الذين ملكوا الشام. وكل ما ذكره الإِخباريون الإِسلاميون أن شداد بن عاد بن عوض بن إرم ابن سام بن نوح - والمعبر عنه بعاد الثانية - هو أول من انضوت الشام تحت ملكه.

ونظر الكون نبي الله نوح (- عليه السلام -) هو الجد الرابع لشداد بن عاد الذي هو أول من ملك الشام من العرب (على رأى الإِخباريين) - وإذا أخذنا بعين الاعتبار الرأي القائل بأن إنسان عصر نوح وعصر جيل العاديين يعيش أكثر

<<  <  ج: ص:  >  >>