سيترك السلاح (خارج الحرم) في حراسة بعض أصحابه ليلجأ إلى هذا السلاح إذا ما اضطر إليه. وأنه تنفيذًا لاتفاقية الحديبية لن يسمع لأحد من أصحابه بأن يحمل من السلاح داخل الحرم إلا السيف في غمده.
قال الواقدي .. حدثني معاذ بن محمد، عن عاصم بن عمر، قال: حمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلاح والبيض والدروع والرماح. وقاد مائة فرس فلما انتهى إلي ذي الحليفة قدّم الخيل أمامه وهي مائة فرس عليها محمد بن مسلمة. وقدم السلاح واستعمل عليه لو بشير سعد، فقيل: يا رسول الله حملت السلاح وقد شرطوا علينا (يعني المشركين) ألا ندخل عليهم إلا بسلاح المسافر، السيوف في القرب .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنا لن ندخلها عليهم الحرم، ولكن تكون قريبًا منا، فإن هاجنا هيج من القوم كان السلاح قريبا منا (١).
[التحرك من المدينة]
وبعد أن أكمل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه استعدادهم. تحرك الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه من المدينة يضجون بالتلبية والتكبير والتهليل.
فكان مظهرًا يهز المشاعر. ويستقطب ذكريات الماضي. فتعج بها النفوس المؤمنة في اعتزاز مشوب بلذة النصر الرائع (الرائع جدًّا). الذي هو حصيلة الثبات على العقيدة الحقة. والصبر أمام الأعاصير الهوج التي هبت أيام الاستضعاف -على النفوس المؤمنة. عندما كان أصحابها في مكة قبل الهجرة. قلة قليلة يتعرضون لضروب من الإرهاب والترويع والقتل -أحيانًا- تحت وطأة التعذيب الوحشى الهمجى .. فيصدون رغم ذلك صمود الرواسى أمام أعتى العواصف.