للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر موسى بن عقبة. أن يعلى بن أمية (١) قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخبر أهل مؤتة. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن شئت فأخبرنى وإن شئت أخبرك، قال: أخبرني يا رسول الله. قال فأخبرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبرهم كله، ووصفه لهم، فقال (يعلى) والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفًا لم تذكره وإن أمرهم لكما ذكرت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " .. إن الله رفع لي الأرض حتى رأيت معتركهم" (٢).

[النبي - صلى الله عليه وسلم - يشيد ببطولة خالد]

ويذكر المؤرخون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخبر أصحابه في المدينة بعد أن كشف الله له مكان المعركة بمؤتة- أكد لهم أن ميزان المعركة تحول لصالح المسلمين بعد أن هزموا بعد مقتل قادتهم الثلاثة. وكان هذا التحول بعد أن تولى خالد بن الوليد القيادة، فقد روى الواقدي عن عبد الله بن الفضيل عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال -لما أخذ خالد الراية-: الآن حمى الوطيس (٣). كناية عن عودة المسلمين إلى القتال واشتداد القتال بينهم وبين الرومان.

[صعوبة المهمة الملقاة على عاتق خالد في مؤتة]

لقد كانت معركة مؤتة أول معركة يشترك فيها خالد بن الوليد (مسلما). كما أنه لأول مرة في حياته يتولى منصب القائد العام لجيش إسلامي.

كانت حالة الجند الإسلامي -عندما تولى خالد القيادة بمؤتة- حالة


(١) هو يعلى بن أمية بن أبي عبيدة التميمي الحنظلى. حليف قريش. قال ابن سعد: شهد حنينا والطائف وتبوك. وكان عاملًا لعمر على نجران ثم عزله، ثم ولاه عثمان صنعاء اليمن، وحجّ سنة قتل عثمان. روى عنه أولاده صفوان وعمان: محمد وعبد الرحمن وكذلك مجاهد وعطاء. مات سنة ٤٧ هـ.
(٢) البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٧.
(٣) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>