للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من السمو الإِنساني التي جعلتهم محلّ احترام وإِكبار، حتى هؤلاء الذين خرجوا من مكة لقتالهم ومنعهم من دخول مكة بحدّ السيف؟ .

سؤال كبير ظل يجول - في إِلحاح - بخاطر عقلاءِ قريش منذ أَتاح صلح الحديبية الاختلاط بهؤلاءِ المسلمين، ولمسوا فيهم ذلك التبدّل المذهل الذي جعل منهم أَرقى مثل حيّ للإِنسان الكامل الذي لا يعرف السير إِلا في طريق الخير.

لقد كان القرشيون خاصة - لكثرة دعايات ساداتهم المضللة - لا ينظرون إِلى أَصحاب محمد إلا كما ينظرون إِلى الحيوان الضار الذي لا يستحق الحياة وتلك الصورة المشوهة التي ترسمها للمسلمين في أَذهان هؤلاءِ القرشيين أَبواق دعاية سادات دار الندوة في مكة.

ولكن ها هي الحقيقة تنسخ تلك الصورة المختلقة المشوّهة، وتحل محلها الصورة الحقيقية المشرقة لهؤلاءِ المسلمين الذين لا يكاد أحدهم يفارق دين الوثنية ويعتنق الإِسلام حتى يتبدّل فيه كل شيء: أَخلاقه. . سلوكهـ. . نفسيته. . الأَمر الذي كان مصدر الدهشة والتساؤل لدي عامة المشركين الذين أَتاح لهم صلح الحديبية الاختلاط بهؤلاءِ المسلمين ومعرفتهم على حقيقتهم.

[رأي سيد ثقيف في المسلمين]

ولقد أَفصح الكثير ممن أُتيح لهم الاختلاط بهؤلاءِ المسلمين أَثناءِ مفاوضة صلح الحديبية وطيلة أَيام الهدنة. . أَفصحوا عن هذه الدهشة لذلك التغيّر المذهل السريع الذي يحدثه الإِسلام في نفوس معتنقيه،

<<  <  ج: ص:  >  >>