للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما فقدوه من كرامة عسكرية في بطاح بدر وسمعة حربية وسياسية عند مشارف الخندق قرب أَسوار المدينة.

بذل النبي الأَعظم - صلى الله عليه وسلم - كل ما في وسعه ليجنب أَصحابه المؤمنين في الحديبية، وقومه وعشيرته المشركين في مكة شرور وويلات هذه الحرب، وذلك في مختلف العروض السلمية البناءة الهادفة، التي تقدم بها إلى أهله وعشيرته في مختلف المواقف والمناسبات.

عرضها للوسطاء الذين بعثت بهم قريش لمفاوضته ومناقشته، بل وبعث بها (إلى زعماءِ قريش في مكة) سفراءَ من خاصته وبطانته لعله ينجح في إقناع قريش بالجنوح إلى السلم، والتخلي عن فكرة الحرب التي لم يكن لدى قريش من مبرّر لها أَو موجب، لا سيما وأَن سادات مكة قد تبلغوا (بما لا يدع مجالًا للشك) أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه لم يأْتوا للحرب ولم تكن لهم أَية رغبة فيها، بدليل أَن كلَّ شيء في مخيماتهم بالحديبية يدل على أَنه ليس بينهم أَية علامة تدل على نيّة للحرب، وإنما كل شيء يشير (كما شهد بذلك رسل قريش ووسطاؤها والمحايدون الذين قاموا بزيارة المسلمين في معسكرهم) إلى السلم والسلم فقط.

[تضايق المسامين من طول المكث]

لقد بدا واضحًا أَن المسلمين باتوا متضايقين لطول مكثهم في الحديبية دونما الوصول إلى حلّ يدخلون بموجبه مكة لأَداء مناسك العمرة والتحلل من إِحرامهم الذي أَجبرهم بغي قريش وشططها على الالتزام بمواجباته الشاقة حوالي عشرين يومًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>