الأمين النبيل البار, والقلة من أصحابه البررة يوم أن كانوا عزلا من السلاح يدعونهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى ما فيه إنقاذهم من عبادة الله وحده ونبذ عبادة ما سواه من الأنداد.
[الساعة الحاسمة في تاريخ مكة]
ودنت الساعة الحاسمة وحُبس عقربها على الصفر, حين بدأ الجيش النبوي بفرقة الأربع يتحرك من ذي طُوى للسيطرة على المدينة المقدسة.
فقد تحرك قائد كل فرقة بفرقته في اتجاه الناحية التي كلفه الرسول والقائد الأعلى للجيش أن يدخل منها للعاصمة.
• خالد بن الوليد تحرك ليدخل مكة من جنوبها, "محلة المسفلة اليوم".
• الزبير بن العوام تحرك رتله ليدخلها من الشمال وقد أمره الرسول أن يتوقف بفرقته ويركز رايته عند الحُجون.
• أبو عبيدة بن الجراح تحرك بفرقته وكلهم من المشاة ليدخل العاصمة من شمالها الغربي.
• قيس بن سعد بن عبادة اندفع رتله ليدخل المدينة من غربها الجنوبي.
أما الرسول والقائد الأعلى للجيش فقد تحرك بهيئة أركان حربه من كبار المهاجرين والأنصار وزعماء القبائل ليدخل مكة من ناحية كذا (شمال غربي مكة) حيث كان قائد الفرقة الثالثة أبو عبيدة يتحرك أمامه بفرقته المشاة في الأبطح نحو الحجُون.
[منطقة القتال الوحيدة بمكة]
وقد سيطر كلُّ قائد من القادة الأربعة على الناحية المكلَّف بالسيطرة عليها دونما أية مقاومة اللهم إلا ما حدث في الناحية التي دخل منها فرسان خالد بن الوليد ناحية الخندمة حيث لقى بعض المقاومة فسحقها في الحال.
فقد تجمع جنوبي مكة جماعة من القرشيين على رأسهم صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل, قرروا الصمود في وجه خالد بن الوليد الذي كان يقود أهم قطعات الجيش النبوي وهم الفرسان .. يساند القرشيين في المقاومة هذه لفيف من قبيلة بكر وهذيل. وقد اختاروا للمقاومة مضيقًا