للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا عبدى وهذه أَمتى، وليقل فتاى وفتاتى" (١) ويستند أبو هريرة على هذا النص في معاملة الرقيق، فيقول لرجل ركب وخلفه عبده يجرى: "احمله خلفك فإنه أخوك وروحه مثل روحك" (٢).

[مساواة الإسلام بين المالك والرقيق]

بل إن الإسلام يذهب إلى أبعد من هذا في حماية الرقيق وصون حقوقه كإنسان لا فرق بينه وبين مالكه، لولا الملابسات العارضة التي جعلته رقيقًا، فيعطيه من الضمانات الكافية الوافية ما تجعله في مأمن، من أي اعتداءٍ من مالكه.

وقد بلغت هذه الضمانات إلى درجة أَنَّ الرقيق - إذا لطمه مالكه ظلمًا وعدوانًا - وجب عليه تحريره تأْديبًا له على اعتدائه وعدوانه، فقد روى مسلم وأبو داود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من لطم مملوكه أو ضربه فكفَّارته أن يعتقه".

وهذه مرحلة في معاملة الرقيق والاعتناء به وحمايته لم يصل إِلى مثلها تشريع في الدنيا، لا قبل الإسلام ولا بعده.

[كيف فتح الإسلام باب التحرر للرقيق]

ثم إن الإسلام - مع وضع هذه القوانين الإنسانية العادلة التي أعادت، ولأول مرة في التاريخ، للرقيق إنسانيته الضائعة وكرامته


(١) حديث رواه أبو هريرة.
(٢) شبهات حول الإسلام ص ٣٣ وما بعدها، للأستاذ محمد قطب.

<<  <  ج: ص:  >  >>