مما لا جدال فيه أن معركة الأحزاب كانت - بالنسبة للكيان الإسلامي الوليد بأكمله - معركة حياة أو موت.
كما أنها كانت -أيضًا - (بالنسبة للذين خططوا لها وقاموا بها) الأمل الوحيد في استعادة هيبتهم الضائعة وسلطانهم المفقود، وذلك بالقضاء على المسلمين ومحو كيانهم من الوجود.
ولهذا كانت غزوة الأحزاب أضخم عمل عسكرى تقوم به اليهودية والوثنية ضد الإسلام في العهد النبوى.
لقد سبقت معركة الأحزاب (من جانب الغزاة) استعدادات هائلة وتنظيمات دقيقة، ولذلك جاءت هذه الغزوة أكثر تنظيمًا وأدق تنسيقًا من كل الغزوات والحملات التي قام بها أعداء الإسلام ضده، فكانت قوات العدو في هذا الغزو أضخم قوة عسكرية يواجهها المسلمون في عقر دارهم، بل كانت أعظم قوة غامرة غازية يقف أمامها المسملون بنسبة واحد لعشرة.