أما المسلمون فقد أحكموا الحصار حول المحصون وقاموا بتطويقها من كل جانب، وقطعت الجيوش الإسلامية كل اتصل بين اليهود وبين الخارج، ووضعت القوات الإسلامية أيديها على كل مزارعهم ونخيليهم الواقعة خارج حصونهم.
[مقر قيادة الرسول أثناء الحصار]
وقد نزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - أثناء ضرب الحصار على بني قريظة -على بئر من آبارهم يقال له بئر أنى-، وجعل مقر قيادته هناك.
ولقد كانت مقاومة اليهود للحصار (أول الأمر) شديدة، ولكنهم بعد مرور حوالي عشرين ليلة على هذا الحصار بدأ الضعف والقلق يتسرب إلى نفوسهم، بعد أن أجهدهم الحصار وأيقنوا أن المسلمين ليسو بمنصرفين عنهم حتى يستسلموا، أو يقتحموا عليهم حصونهم ويفتحوها بحد السلاح. فبالرغم من الإمكانيات المادية المتوفرة لديهم من مياه ومواد غذائية وسلاح كامل وحصون منيعة، تساعدهم على المقاومة وقتًا طويلًا، فقد امتلأت نفوسهم بالرعب والخوف والفزع، فخارت قواهم، وأخذوا يفكرون في الطريقة التي يمكنهم بها حقن دمائهم.
[سيد بني قريظة يدعوهم إلى الإسلام]
ففي ذلك الظرف العصيب دعا سيد بني قريظة (كعب بن أسد) دعا زعماء قومه إلى اجتماع في مقر قيادته لتبادل وجهات النظر بشأن